أدب الجمال والحب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أدب الجمال والحب
هل يُشترط الجمال في المرأة لإثارة الحب؟
آراء طائفة من أعلام النساء والرجال
مقال نُشر في مجلة الرسالة بمصر: عام 1933
هل يجب أن تكون المرأة حسناء لكي تُحِب؟ هذا سؤال طرحته صحيفة نسوية فرنسية
ظهرت حديثاً هي “جريدة المرأة” وتقدمت بسؤالها إلى جماعة من الأكابر ذوي
الرأي والمكانة الاجتماعية، رجالا ونساء، وقد رأينا لطرافة هذه الاستفتاء،
أن ننقل خلاصة ما أدلى به أولئك الكبراء في هذه المسألة النفسية الخطيرة.
الرأي النسوي:
ونبدأ بما يراه الرأي النسوي في ذلك ممثلا في أقوال طائفة من شهيرات
النساء.قالت مدام دوسان الفنانة الباريزية الكبيرةالتي تعد نموذجا من أبدع
النماذهج لجمال الفرنسية وسحرها، والتي تحمل أرفق أوسمة “الشرف” وتشغل في
المجتمع الباريزي أرفق مقام:”ماذا يعني أولا أن تكون المرأة حسناء؟ يوجد
ألف شكل لتكون المرأة حسناء، وألف آخر لتكون جذابة، ومائة ألف أخرى لكي لا
تكون قبيحة! والحسن ليس شرطا فقط لكي تحب المرأة، ولكن يجب أن تكون المرأة
حسناء لأسباب كثيرة أخرى، يجب أن تكون حسناء بالصدفة. ففي مدننا المروعة
حيث تأبى الأشجار ذاتها الحياة، يغدو القوام النسوي الساحر آخر بهجة تقدمها
الطبيعة للأعين. ويجب أن تحاول المرأة أن تكون حسناء، فتلك مدرسة بديعة
للإرادة. صحيح أن المرأة الحسناء تكون أحياناً فوزاً مدهشاً للطبيعة،
ولكنها أ:ثر ما تكون امرأة استطاعت أن تصلح زينتها وأن تصقل رواءها، أو
بعبارة أخرى ارمأة استطاعت أن تكون قاسية على نفسها. وقد نعتقد متى فاجأنا
إحدى أولئك النسوة تنظر إلى المرآة خلسة أنها تعجب بنفسها وهذا خطأ كبير،
فهي في الحقيقة تدرس نفسها، وتضبط نفسها بصرامة حفية، وتتقدم في تفهم وسائل
الحسن، ولكنها لن تعترف بذلك مطلقاً، ولها في ذلك كل الحق.ولا يوجد حسنان
متماثلين. فقد يكون الجمال هو وسامة الخلقة، ولكنه قد يكون أيضاً بشرة
وردية وشعراً أشقر، أو يكون نبرة الصوت، أو طريقة الابتسام. ولو دققنا
البحث فمن ذا الذي لا يتمتع بلمحة من الجمال؟على أنه يجب البحث وراء الجمال
لاعتبارات صحية، والصحة من أنفس موارد الجمال، واجب ألا يغرينا منظر
الجمال السقيم، فهو كالأثواب الغريبة، قلما يتاح له النجاح. ولكن اضطرام
الحياة، والتفاؤل، والحماسة وسائل محققة للاحتفاظ بصباحة الطلعة، وثبات
القامة، ولمعان العين.ولكن ماذا يجب لكي تُحِب المرأة! هذا هو لب السؤال.
حقاً أن الحسن لا يضر، ولكنه ليس بذي عصمة، والجمال مثل المال، لا يحقق
السعادة حتماً، هذه المرأة الفتية النحيلة، ذات الجمال الخطر، التي تسحرك
على لوحة السينما حيث يقتتل اثنان من أجلها، قد أرادت في الأسبوع الماضي أن
تنتحر بالسم لأن الرجل الذي تحبه هجرها من أجل فتاة صغيرة من الرعاع لا
ميزة لها إلا أنها تحسن الطهي. ولكن تأمل أيضاً هذه المرأة التي تسير جامدة
دون تأنق، فإن لها زوجاً يعبدها منذ عشرين سنة لأنها في نظره تجمع بين كل
المحاسن. إن المسألة كلها حظوظ فقط.ومع ذلك فيجب أن نجتهد في استكمال
روائنا، وفي الظهر بديعات مشرقات، إذ أن ما نثير من اهتمام أو حماسة يشرق
بدوره من حولنا، فنحن نعجب بجمال الممثلات، ولكن روح أدوارهن هو الذي يذكي
هذا الجمال ويطيل أجله.هل يجب أن تكون المرأة حسناء لكي تُحِب؟ أود أن أجيب
أنه يجب أن تُحِب المرأة لكي تكون حسناء”
***
وقالت مدام لوسي ديلاري مردروس الكاتبة والمثالة الشهيرة:”لست أعتقد أن
الجمال شرط لإثارة الحب، فالجمال مسألة مفاجأة وظهور على المسرح، ونحن
نعتاد النظر إليه كما نعتاد القبح، وهذا هو الخطر. ونحن نعرف الكلمة
السائرة: إنها حسناء لا ينقصها شيء. ولكن من سوء الطالع ألا ينقص المرأة
شيء، إذ يجب أن يمكن المرء من العناة والاختراع لأجل إنسان ما، فهذا
التعاون من جانب ذلك الذي نحب ضروري جداً، والرجل يذكر دائماً أن حواء قد
خلقت من أحد أضلاعه، وإذن ففي بعض الأحوال قد تفوق جاذبية القبح جاذبية
الجمال، فإن محيا قبيحاً يثير الجزع والألم، ويحاول المرء أن يصلحه بلا
انقطاع وليس معنى ذلك أن المرأة يجب أن تكون قبيحة لكي تحب، ولكني أعتقد أن
الحب لا تذكيه خلقة الشخص، ولكن يذكيه الهامة وكذلك دلالة محياه، فإن
دلالة ساحرة أفضل من خلقة وسيمة”
***
وقالت مدام ماريز باستيه الطيارة الشهيرة:”لست أعتقد أن الرجل يبحث عن
الجمال في المرأة أكثر مما نبحث عنه نحن النساء في الرجل، ومن سوء الحظ أن
يعرف الرجل انه جميل وهذا ينطبق أيضاً على بعض النساء الحسان. وعلى أي حال
فإن الحسان يظفرن بكثير من النجاح، فهل يحبهن الرجال أكثر من غيرهن؟ ولكن
الأخريات أين هن؟ يخيل إلي أنه لا توجد ثمة وجوه قبيحة”.
***
وقالت مدام جني وهي أخصائية شهيرة في شؤون الجمال والزينة:” إن ما
يدهشني دائماً هو ما ألاحظه من ضآلة الدور الذي يؤديه الجمال في الحب.
فالرجل تغيريه أشياء غير الجمال، ولست أستطيع أن أجد لذلك أي تفسير، فهنالك
نساء مبتذلات ونسوة من أحط الرعاع، يرتكب من أجلهن رجال ممتازون أشنع ضروب
الطيش، وإذن فلنقل مثل ما قالت كارمن: إن الحب لا يعرف أي قانون!
***
رأي الرجال:
وإليك رأي الرجال في تلك المعضة الاجتماعية الدقيقة، ممثلا فيما أدلى به
بعض أكابر الرجال:قال الأستاذ هنري روبير عضو الأكاديمية الفرنسية ونقيب
المحامين السابق:”لا بأس أن تكون المرأة جميلة، ولكن ذلك ليس ضرورياً، وإني
لأفضل مائة مرة امرأة ذكية طيبة القلب وليست عاطلة من الوسامة على امرأة
وافرة الحسن ليس لها قلب ولا ذكاء.إن المواهب العقلية في المرأة لها قيمة
كبيرة، وللذكاء النسوي دقائق ندهش بلها بحق، والنساء اللواتي يخلبننا هن
أولئك اللاتي يستطعن أن يقلن شيئاً، فهنالك شيء لا يمكن وصفه، وهو أوقع
جداً في إثارة الحب من الجمال: ذلك هو السحر، وهنالك من ضروب السحر نوع لا
أستطيع مقاومته، ذلك هو سحر الصوت. فما قيمة المبادئ في هذا الموضوعظ أن
الإنسان حوان العادة، فإذا ما اعتاد شيئاً فإنه لا يعني بالتحليل”.
***
وقال نيكولا سيجور الكاتب الأشهر:”إن الجمال مقر ملوكي للحب، والخفاء هو
الذي يجعله ينفتح ظافراً مختاراً، والمرأة الحسناء هي قدس طبيعي، بل هي
التنزيل الوحيد على الأرض. وللجمال أهمية كبرى في إثارة الحب، وهو هبة أرفق
مع المواهب والعبقرية والفشيلة، إذ أن المرأة الحسناء يجتمع في شخصها كما
يقول رينان كل ما تستخلصه العبقرية بمشقة وفي لمحات ضئيلة، ولهذا فإن ظهور
امرأة حسناء يضع الرجل أمام المعجزة وجهاً لوجه، ويثير في نفسه اضطرابات
كتلك التي يعرضها هوميروس بأسلوبه الخالد حينما يصنع اجتماع شينوخ طرواده
على الأسوار وهم يلعنون المرأة الغربية التي جاءت لتبث في مدينتهم بذور
الخراب والموت، ولك نهيلانة ما كادت تظهر حتى نهض أولئك الذين يلعنونها
مضطربين يقول بعضهم لبعض: إنه الحق أن نتحمل الضرر من أجل امرأة لها ذلك
الحسن.وفي باريس نعرف كما عرف اليونان الأقدمون، أن الجمال مقدمس وأنه
لؤلؤة الخليقة، والصورة المادية الوحيدة لما نسميه المثل الأعلى.على أن
هنالك خاص عجيبة أخرى تحل محل الجمال، وتخلق الجمال لدى المرأة التي لم تحظ
بقسامة الخلقة، ولا ريب أن السرح والظرف والذكاء تجبذ الرجل وتخضعه، وما
تغنمه الحسناء بظهورها تستطيع أن تغنمه أية امرأة أخرى بوسائل أخرى.ويخيل
إلي أن ما يأتي بعد الجمال، هو خصب الحياة، وانتعاش الملامح، وما يستشفه
الرجل م الحساسية حلال المحيا، فهذه تؤثر في تأثيراً قوياً ناجعاً”.
***
وقال الدكتور شابا عضو المجتمع العلمي ورئس جمعية الفنانين:”لا ريب أن
الجمال يعاون كثيراً على إثارة مشاعر الحب، بيد أنه يوجد نساء غير حسان،
ولكنهن أكثر جاذبية من الحسان، وللسحر خفاء لا يعلل، فإن السحر الذي تبثه
امرأة ما في نفس رجل ما قد يقتصر أحياناً على هذا الرجل.ولكل امرأة على
الأقل لحظة من السحر، وهذه اللحظة قد تقرر مصير حياتها كله، ويحدث أحياناً
أن نرى نساء هن نماذج الجمل باردات منكمشات، فإذا هن بقبس يسطع في العين،
أو حركة في جانب الثغر، فيحدث ذلك تغييراً في المحيا، وهذه الالة تقع
كثيراً للفتيات المحدثات، وإذا من المهم أن نكشف لديهن ما هو خاف عليهن
وعلى ذويهن، وما قد يعود يوماً عاملاً في إثارة الحب الذي يثرنه”.
***
قال الدوق ليفي ميربور المؤرخ الأشهر:”ليس الجمال شرطاً لإثارة الحب،
فإذا أحب رجل امرأة وافرة الحسن، فهو غالباً آخر من يلاحظ جمالها، ولا ريب
أنه يكون سعيداً بذلك، ولكن الجمال لم يكن أول ما أثار اضطرابه الأول،
فالذي يثير ذلك هو إلهام الحبن وذلك الإلهام الشهير الخالد هو السحر الذي
يتطور بتطور العصور، ولس وسامة الخلقة وانتظام التقاطيع، فإن جوزفين
بوهارنيه لم تكن وافرة الحسن، وكانت كلوباطرة – تلك المرأة الهائلة – أقل
جمالاً من أوكتافيوس”.
آراء طائفة من أعلام النساء والرجال
مقال نُشر في مجلة الرسالة بمصر: عام 1933
هل يجب أن تكون المرأة حسناء لكي تُحِب؟ هذا سؤال طرحته صحيفة نسوية فرنسية
ظهرت حديثاً هي “جريدة المرأة” وتقدمت بسؤالها إلى جماعة من الأكابر ذوي
الرأي والمكانة الاجتماعية، رجالا ونساء، وقد رأينا لطرافة هذه الاستفتاء،
أن ننقل خلاصة ما أدلى به أولئك الكبراء في هذه المسألة النفسية الخطيرة.
الرأي النسوي:
ونبدأ بما يراه الرأي النسوي في ذلك ممثلا في أقوال طائفة من شهيرات
النساء.قالت مدام دوسان الفنانة الباريزية الكبيرةالتي تعد نموذجا من أبدع
النماذهج لجمال الفرنسية وسحرها، والتي تحمل أرفق أوسمة “الشرف” وتشغل في
المجتمع الباريزي أرفق مقام:”ماذا يعني أولا أن تكون المرأة حسناء؟ يوجد
ألف شكل لتكون المرأة حسناء، وألف آخر لتكون جذابة، ومائة ألف أخرى لكي لا
تكون قبيحة! والحسن ليس شرطا فقط لكي تحب المرأة، ولكن يجب أن تكون المرأة
حسناء لأسباب كثيرة أخرى، يجب أن تكون حسناء بالصدفة. ففي مدننا المروعة
حيث تأبى الأشجار ذاتها الحياة، يغدو القوام النسوي الساحر آخر بهجة تقدمها
الطبيعة للأعين. ويجب أن تحاول المرأة أن تكون حسناء، فتلك مدرسة بديعة
للإرادة. صحيح أن المرأة الحسناء تكون أحياناً فوزاً مدهشاً للطبيعة،
ولكنها أ:ثر ما تكون امرأة استطاعت أن تصلح زينتها وأن تصقل رواءها، أو
بعبارة أخرى ارمأة استطاعت أن تكون قاسية على نفسها. وقد نعتقد متى فاجأنا
إحدى أولئك النسوة تنظر إلى المرآة خلسة أنها تعجب بنفسها وهذا خطأ كبير،
فهي في الحقيقة تدرس نفسها، وتضبط نفسها بصرامة حفية، وتتقدم في تفهم وسائل
الحسن، ولكنها لن تعترف بذلك مطلقاً، ولها في ذلك كل الحق.ولا يوجد حسنان
متماثلين. فقد يكون الجمال هو وسامة الخلقة، ولكنه قد يكون أيضاً بشرة
وردية وشعراً أشقر، أو يكون نبرة الصوت، أو طريقة الابتسام. ولو دققنا
البحث فمن ذا الذي لا يتمتع بلمحة من الجمال؟على أنه يجب البحث وراء الجمال
لاعتبارات صحية، والصحة من أنفس موارد الجمال، واجب ألا يغرينا منظر
الجمال السقيم، فهو كالأثواب الغريبة، قلما يتاح له النجاح. ولكن اضطرام
الحياة، والتفاؤل، والحماسة وسائل محققة للاحتفاظ بصباحة الطلعة، وثبات
القامة، ولمعان العين.ولكن ماذا يجب لكي تُحِب المرأة! هذا هو لب السؤال.
حقاً أن الحسن لا يضر، ولكنه ليس بذي عصمة، والجمال مثل المال، لا يحقق
السعادة حتماً، هذه المرأة الفتية النحيلة، ذات الجمال الخطر، التي تسحرك
على لوحة السينما حيث يقتتل اثنان من أجلها، قد أرادت في الأسبوع الماضي أن
تنتحر بالسم لأن الرجل الذي تحبه هجرها من أجل فتاة صغيرة من الرعاع لا
ميزة لها إلا أنها تحسن الطهي. ولكن تأمل أيضاً هذه المرأة التي تسير جامدة
دون تأنق، فإن لها زوجاً يعبدها منذ عشرين سنة لأنها في نظره تجمع بين كل
المحاسن. إن المسألة كلها حظوظ فقط.ومع ذلك فيجب أن نجتهد في استكمال
روائنا، وفي الظهر بديعات مشرقات، إذ أن ما نثير من اهتمام أو حماسة يشرق
بدوره من حولنا، فنحن نعجب بجمال الممثلات، ولكن روح أدوارهن هو الذي يذكي
هذا الجمال ويطيل أجله.هل يجب أن تكون المرأة حسناء لكي تُحِب؟ أود أن أجيب
أنه يجب أن تُحِب المرأة لكي تكون حسناء”
***
وقالت مدام لوسي ديلاري مردروس الكاتبة والمثالة الشهيرة:”لست أعتقد أن
الجمال شرط لإثارة الحب، فالجمال مسألة مفاجأة وظهور على المسرح، ونحن
نعتاد النظر إليه كما نعتاد القبح، وهذا هو الخطر. ونحن نعرف الكلمة
السائرة: إنها حسناء لا ينقصها شيء. ولكن من سوء الطالع ألا ينقص المرأة
شيء، إذ يجب أن يمكن المرء من العناة والاختراع لأجل إنسان ما، فهذا
التعاون من جانب ذلك الذي نحب ضروري جداً، والرجل يذكر دائماً أن حواء قد
خلقت من أحد أضلاعه، وإذن ففي بعض الأحوال قد تفوق جاذبية القبح جاذبية
الجمال، فإن محيا قبيحاً يثير الجزع والألم، ويحاول المرء أن يصلحه بلا
انقطاع وليس معنى ذلك أن المرأة يجب أن تكون قبيحة لكي تحب، ولكني أعتقد أن
الحب لا تذكيه خلقة الشخص، ولكن يذكيه الهامة وكذلك دلالة محياه، فإن
دلالة ساحرة أفضل من خلقة وسيمة”
***
وقالت مدام ماريز باستيه الطيارة الشهيرة:”لست أعتقد أن الرجل يبحث عن
الجمال في المرأة أكثر مما نبحث عنه نحن النساء في الرجل، ومن سوء الحظ أن
يعرف الرجل انه جميل وهذا ينطبق أيضاً على بعض النساء الحسان. وعلى أي حال
فإن الحسان يظفرن بكثير من النجاح، فهل يحبهن الرجال أكثر من غيرهن؟ ولكن
الأخريات أين هن؟ يخيل إلي أنه لا توجد ثمة وجوه قبيحة”.
***
وقالت مدام جني وهي أخصائية شهيرة في شؤون الجمال والزينة:” إن ما
يدهشني دائماً هو ما ألاحظه من ضآلة الدور الذي يؤديه الجمال في الحب.
فالرجل تغيريه أشياء غير الجمال، ولست أستطيع أن أجد لذلك أي تفسير، فهنالك
نساء مبتذلات ونسوة من أحط الرعاع، يرتكب من أجلهن رجال ممتازون أشنع ضروب
الطيش، وإذن فلنقل مثل ما قالت كارمن: إن الحب لا يعرف أي قانون!
***
رأي الرجال:
وإليك رأي الرجال في تلك المعضة الاجتماعية الدقيقة، ممثلا فيما أدلى به
بعض أكابر الرجال:قال الأستاذ هنري روبير عضو الأكاديمية الفرنسية ونقيب
المحامين السابق:”لا بأس أن تكون المرأة جميلة، ولكن ذلك ليس ضرورياً، وإني
لأفضل مائة مرة امرأة ذكية طيبة القلب وليست عاطلة من الوسامة على امرأة
وافرة الحسن ليس لها قلب ولا ذكاء.إن المواهب العقلية في المرأة لها قيمة
كبيرة، وللذكاء النسوي دقائق ندهش بلها بحق، والنساء اللواتي يخلبننا هن
أولئك اللاتي يستطعن أن يقلن شيئاً، فهنالك شيء لا يمكن وصفه، وهو أوقع
جداً في إثارة الحب من الجمال: ذلك هو السحر، وهنالك من ضروب السحر نوع لا
أستطيع مقاومته، ذلك هو سحر الصوت. فما قيمة المبادئ في هذا الموضوعظ أن
الإنسان حوان العادة، فإذا ما اعتاد شيئاً فإنه لا يعني بالتحليل”.
***
وقال نيكولا سيجور الكاتب الأشهر:”إن الجمال مقر ملوكي للحب، والخفاء هو
الذي يجعله ينفتح ظافراً مختاراً، والمرأة الحسناء هي قدس طبيعي، بل هي
التنزيل الوحيد على الأرض. وللجمال أهمية كبرى في إثارة الحب، وهو هبة أرفق
مع المواهب والعبقرية والفشيلة، إذ أن المرأة الحسناء يجتمع في شخصها كما
يقول رينان كل ما تستخلصه العبقرية بمشقة وفي لمحات ضئيلة، ولهذا فإن ظهور
امرأة حسناء يضع الرجل أمام المعجزة وجهاً لوجه، ويثير في نفسه اضطرابات
كتلك التي يعرضها هوميروس بأسلوبه الخالد حينما يصنع اجتماع شينوخ طرواده
على الأسوار وهم يلعنون المرأة الغربية التي جاءت لتبث في مدينتهم بذور
الخراب والموت، ولك نهيلانة ما كادت تظهر حتى نهض أولئك الذين يلعنونها
مضطربين يقول بعضهم لبعض: إنه الحق أن نتحمل الضرر من أجل امرأة لها ذلك
الحسن.وفي باريس نعرف كما عرف اليونان الأقدمون، أن الجمال مقدمس وأنه
لؤلؤة الخليقة، والصورة المادية الوحيدة لما نسميه المثل الأعلى.على أن
هنالك خاص عجيبة أخرى تحل محل الجمال، وتخلق الجمال لدى المرأة التي لم تحظ
بقسامة الخلقة، ولا ريب أن السرح والظرف والذكاء تجبذ الرجل وتخضعه، وما
تغنمه الحسناء بظهورها تستطيع أن تغنمه أية امرأة أخرى بوسائل أخرى.ويخيل
إلي أن ما يأتي بعد الجمال، هو خصب الحياة، وانتعاش الملامح، وما يستشفه
الرجل م الحساسية حلال المحيا، فهذه تؤثر في تأثيراً قوياً ناجعاً”.
***
وقال الدكتور شابا عضو المجتمع العلمي ورئس جمعية الفنانين:”لا ريب أن
الجمال يعاون كثيراً على إثارة مشاعر الحب، بيد أنه يوجد نساء غير حسان،
ولكنهن أكثر جاذبية من الحسان، وللسحر خفاء لا يعلل، فإن السحر الذي تبثه
امرأة ما في نفس رجل ما قد يقتصر أحياناً على هذا الرجل.ولكل امرأة على
الأقل لحظة من السحر، وهذه اللحظة قد تقرر مصير حياتها كله، ويحدث أحياناً
أن نرى نساء هن نماذج الجمل باردات منكمشات، فإذا هن بقبس يسطع في العين،
أو حركة في جانب الثغر، فيحدث ذلك تغييراً في المحيا، وهذه الالة تقع
كثيراً للفتيات المحدثات، وإذا من المهم أن نكشف لديهن ما هو خاف عليهن
وعلى ذويهن، وما قد يعود يوماً عاملاً في إثارة الحب الذي يثرنه”.
***
قال الدوق ليفي ميربور المؤرخ الأشهر:”ليس الجمال شرطاً لإثارة الحب،
فإذا أحب رجل امرأة وافرة الحسن، فهو غالباً آخر من يلاحظ جمالها، ولا ريب
أنه يكون سعيداً بذلك، ولكن الجمال لم يكن أول ما أثار اضطرابه الأول،
فالذي يثير ذلك هو إلهام الحبن وذلك الإلهام الشهير الخالد هو السحر الذي
يتطور بتطور العصور، ولس وسامة الخلقة وانتظام التقاطيع، فإن جوزفين
بوهارنيه لم تكن وافرة الحسن، وكانت كلوباطرة – تلك المرأة الهائلة – أقل
جمالاً من أوكتافيوس”.
قلب المحيط- عضو جديد
- الجنس :
عدد المساهمات : 95
نقاط : 5460
احترام القوانين :
تاريخ التسجيل : 26/04/2010
رد: أدب الجمال والحب
مقال جميل ورائع
الإدارة والإشراف- الإدارة
- الجنس :
عدد المساهمات : 445
نقاط : 6364
احترام القوانين :
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 35
العمل/الترفيه : أستاذ رياضيات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
20/7/2013, 2:15 pm من طرف الإدارة والإشراف
» الهندسة .......
20/1/2013, 11:23 am من طرف الإدارة والإشراف
» المنهاج الفلسطيني كتاب الرياضيات للصف الثاني ( الجزأين )
5/11/2012, 7:50 pm من طرف الإدارة والإشراف
» المنهاج الفلسطيني كتاب الرياضيات للصف الأول ( الجزأين )
5/11/2012, 7:37 pm من طرف الإدارة والإشراف
» مدير مدرسة عوني الحرتاني أ. معين البزم ( أبو إياد ) يكريم الطلاب المميزين بالمسابقات التنشيطية والفعاليات والحملات التربوية
2/11/2012, 1:31 pm من طرف الإدارة والإشراف
» كتاب رياضيات رابع الفصل الأول ، المنهاج الفلسطيني
1/11/2012, 10:57 am من طرف الإدارة والإشراف
» الطريق للنجاح كيف أصبح ناجحاً في حياتي؟
1/11/2012, 10:41 am من طرف الإدارة والإشراف
» علاج سهل لرائحة الفم
1/11/2012, 10:38 am من طرف الإدارة والإشراف
» فوز مدرسة عوني الحرتاني الأساسية للبنين بقيادة الاستاذ علاء أبو سعدة المؤزر على مدرسة النقب أ
10/10/2012, 11:22 am من طرف الإدارة والإشراف